للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجاز لهم أن يقرؤه بلغاتهم، أما غير العربى فالأولى له أن يقرأه بلغة قريش لأفضليتها.

قال أبو شامة: «أشار عثمان رضى الله عنه إلى أول نزوله، ثم إن الله تعالى سهّله على الناس، فجوّز لهم أن يقرءوه على لغاتهم على ما سبق تقريره، لأن الكل لغات العرب، فلم يخرج عن كونه بلسان عربى مبين.

وأما من أراد من غير العرب حفظه فالمختار له أن يقرأه على لسان قريش، وهذا إن شاء الله تعالى هو الذى كتب فيه عمر إلى ابن مسعود رضى الله عنهما: «أقرئ الناس بلغة قريش» لأن جميع لغات العرب بالنسبة إلى غير العربى مستوية فى التعسر عليه، فإذا لا بد من واحدة منها، فلغة النبى صلّى الله عليه وسلّم أولى له، وإن أقرئ بغيرها من لغات العرب، فجائز فيما لم يخالف خط المصحف، وأما العربى المجبول على لغة فلا يكلّف لغة قريش لتعسرها عليه، وقد أباح الله تعالى القراءة على لغته، والله أعلم» «١».

(ج) وقيل: اللّغات السبع، خمس منها فى هوازن: لسعيد، وثقيف، وكنانة، وهذيل، وقريش- أو ثقيف، وبنى سعد بن بكر، وبنى نصر بن معاوية، وبنى جشم، ولغتان على جميع ألسنة العرب، وتخصيص لغات هوازن لقربهم وجوارهم من منزل الوحى.

قال الأهوازى: وقال بعضهم: خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب، وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم ربّى فى هوازن، ونشأ فى هذيل.

وقال أبو القاسم الهذلى «٢» فى كتابه «الكامل» نقلا عن أبى عبيد: وقيل:

خمس لغات فى أكناف هوازن، لسعيد، وثقيف، وكنانة، وهذيل، وقريش.


(١) المرشد الوجيز ص ١٠٢
(٢) يوسف بن على بنت جبارة البكرى أبو القاسم الهذلى، مقرئ نحوى، عالم بالقراءات والعربية، كان ضرير البصر، له تصانيف فى القراءات وغيرها، منها «الكامل» فى القراءات، توفى سنة ٤٦٥ هـ (غاية النهاية ٢/ ٣٩٧).

<<  <   >  >>