للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال البيهقى معلّقا على ذلك: أراد أن اتباع من قبلنا فى الحروف سنّة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذى هو إمام، ولا مخالفة القراءات التى هى مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغا فى اللّغة، أو أظهر منها.

قال أبو بكر بن العربى: سقط جميع اللّغات والقراءات إلا ما ثبت فى المصحف بإجماع من الصحابة، وما أذن فيه قبل ذلك ارتفع وذهب، والله أعلم «١».

وقد أنكر ابن قتيبة أن يكون فى القرآن كلمة تقرأ على سبعة أوجه، فقال:

«وليس يوجد فى كتاب الله تعالى حرف قرئ على سبعة أوجه يصح فيما أعلم» «٢».

ورد عليه ابن الأنبارى «٣» بمثل: عَبَدَ الطَّاغُوتَ «٤» (المائدة: ٦٠)


(١) المرشد الوجيز ص ٩٠
(٢) تأويل مشكل القرآن ص ٢٦
(٣) محمد بن القاسم بن محمد أبو بكر الأنبارى البغدادى، من كتبه: «إيضاح الوقف والابتداء فى كتاب الله عز وجل» و «عجائب علوم القرآن» - توفى سنة ٣٢٨ هـ (بغية الوعاة ص ٩١).
(٤) فيه عشر قراءات: ١ - «وعبد الطاغوت» على فعل ونصب «الطاغوت»، ٢ - «وعبد الطاغوت» بفتح العين وضم الباء وفتح الدال وخفض «الطاغوت» وهما فى السبعة، ٣ - «وعبد الطاغوت» بضم العين والباء وفتح الدال وخفض «الطاغوت»، ٤ - «وعبّد الطاغوت» بضم العين وفتح الباء وتشديدها وفتح الدال وخفض «الطاغوت»، ٥ - «وعبّاد الطاغوت» بضم العين وتشديد الباء وألف بعدها وفتح الدال وخفض «الطاغوت»، ٦ - «وعباد الطاغوت» بكسر العين وألاف بعد الباء المفتوحة وفتح الدال وخفض «الطاغوت»، ٧ - «وعبد الطاغوت» مبنيا للمجهول، ٨ - «وعابد الطاغوت» اسم الفاعل، ٩ - «وعبدوا الطاغوت» بواو، ١٠ - «وعبد الطاغوت» بضم العين وفتح الباء والدال وخفض «الطاغوت».
انظر: «المحتسب» لأبى الفتح عثمان بن جنى- ت ٣٩٢ هـ (١/ ٢١٤ دار سزكين للطباعة والنشر).

<<  <   >  >>