٢ - وأن هذا يرجع إلى اختلاف اللّغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد.
٣ - وأن رسول الله صلّى الله عليه وسلم انتهى فى طلبه إلى سبعة أحرف لعلمه بأن أمته على اختلاف لغات العرب لا تحتاج فى لفظة من ألفاظ القرآن إلى أكثر من ذلك.
أما ما
روى من أن القرآن أنزل بلسان قريش
فإنه يحمل على أحد وجهين جمعا بين الروايات:
أحدهما: أن يكون المراد بذلك أن القرآن نزل فى الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف.
وثانيهما: أن معظم القرآن نزل بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف فى كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم.
وكان هذا سائغا قبل جمع الصحابة المصحف حتى يسهل على الأمة حفظ القرآن، يحفظ كل بلغته، ثم إن الصحابة رضى الله عنهم بعد أن ظهر الاختلاف فى القراءة وكثر حفظة القرآن أدركوا أن القراءة على حرف من الحروف السبعة كانت رخصة أول الأمر لتيسير القراءة، أما وقد كثر الحفّاظ فإنه لم يعد هناك حاجة لهذه الرخصة، ولا سبيل لتجاوز الاختلاف إلا بجمع الناس على حرف واحد، وهذا هو ما ألهمه الله عثمان رضى الله عنه، فحسم مادة الخلاف بنسخ القرآن على اللّفظ المنزّل به فى لغة قريش دون اللّفظ المرادف له، وفق ما استقرت عليه القراءة فى السنة التى توفى فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد أن عارضه به جبريل فى تلك السنة مرتين، وأجمع الصحابة معه على ذلك، وأصبحت القراءة قاصرة على ما وافق رسم المصحف فى جمع عثمان، وما عدا ذلك فهو قراءة شاذة.
وصحّ عن زيد بن ثابت رضى الله عنه وعن غيره أنه قال:«إن القراءة سنّة»