للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلّق القاضى أبو بكر الباقلانى على ذلك فقال: «وهذه أيضا سبعة غير السبعة التى هى وجوه وطرائق، وغير السبعة التى هى قراءات ووسع فيها، وإنما هى سبعة أوجه من أسماء الله تعالى» «١» وفسّر البيهقى هذا فقال: «أما الأخبار التى وردت فى إجازة قراءة «غفور رحيم» بدل «عليم حكيم» فلأن جميع ذلك مما نزل به الوحى، فإذا قرأ ذلك فى غير موضعه فكأنه قرأ آية من سورة، وآية من سورة أخرى، فلا يأثم بقراءتها كذلك، ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة، ولا آية رحمة بآية عذاب» «٢».

ولا ينبغى أن يحمل ما جاء فى هذه الرواية على أنه يجوز للناس أن يبدّلوا اسما لله فى موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه، فإن الوقوف عند اللّفظ القرآنى المتواتر واجب، وغاية ما فى الحديث أن أسماء الله تعالى وردت على أوجه فى مواضع متعددة بالقرآن الكريم.

ولذا اعتبر ابن عبد البر آخر الحديث مفسّرا لأوله فقال: «إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التى نزل القرآن عليها، أنها معان متفق مفهومها، مختلف مسموعها، لا يكون فى شىء منها معنى وضده، ولا وجه يخالف معنى وجه خلافا ينفيه ويضاده، كالرحمة التى هى خلاف العذاب وضده» «٣».

ومن ذلك القبيل ما ذهب إليه بعضهم من أن المراد: علم القرآن يشتمل على سبعة أشياء:


(١) انظر المحرر الوجيز ١/ ٢٣
(٢) انظر: المرشد الوجيز ص ٨٩
(٣) البرهان فى علوم القرآن للزركشى، بدر الدين محمد بن عبد الله (ت ٧٩٤ هـ) ١/ ١٢١

<<  <   >  >>