للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المصادر، وصيغ الأفعال، ومعاني الزوائد، واسم الآلة، وأسماء الأماكن، وفعل التعجب، والإمالة، والوقف، والإعلال، والإدغام.

وقد كان من سوء حظ النحو العربي أن جاء سيبويه في وقت مبكر جدًّا لا يتجاوز النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، إذ نتج عن تفوقه وشدة إعجاب النحاة به أن أصيب التفكير النحوي بشلل، ودار الجميع في فلك سيبويه، واتخذوه أساسًا لدراستهم، ولذا لم يطوروا هذه الدراسة بالقدر الكافي، وتحولت كثير من الدراسات النحوية إلى مجرد شروح له أو اختصارات أو تعليقات عليه، أو جمع لشواهده وشرحها.. أو.. أو ... ويكفي دليلًا على ما كان لعمل سيبويه من سحر وإغراء إطلاقهم عليه اسم "قرآن النحو"١.

وقول المازني في تمجيده: "من أراد أن يعمل كتابًا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي" وقول السيرافي: "وعمل كتابه الذي لم يسبقه إلى مثله أحد قبله، ولم يلحق به من بعده". وكان المبرد يقول لمن أراد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه: "هل ركبت البحر" تعظيمًا واستصعابًا له٢ ولسنا نريد أن نحبر صفحات في سرد أسماء الكتب والأبحاث التي دارت حول كتاب سيبويه٣ وإنما نخص بالذكر كتابًا فريدًا من بين هذه الكتب وهو كتاب ألفه المبرد، واختار له عنوانًا هو "الرد على سيبويه"٤، وذلك لطرافته وغرابة موضوعه.


١ مراتب النحويين، ص ٦٥.
٢ بغية الوعاة، ترجمة عمرو بن عثمان، ومقدمة عبد السلام هارون للكتاب، ص ٢١، ٢٣.
٣ تفصيل ذلك في مقدمة عبد السلام هارون للكتاب عناوين. فممن شرحه "ص ٣٦"، وممن شرح مشكلاته ونكته وابنيته "ص ٣٨" - وممن شرح شواهده "ص ٣٩"، وممن اختصره أو اختصر شروحه "ص ٤١"، وممن ألف في الاعتراض عليه أو رد تلك الاعتراضات "ص ٤١".
٤ ذكر ابن جني أن المبرد سماه "مسائل الغلط".

<<  <   >  >>