٢ لا أدل على فشل المنهج الجغرافي في بيان الاتجاهات الفكرية، وإبراز أوجه الخلاف والشبه بينها من اختلاف الآراء حول نسبة بعض اللغويين إلى مدرسة معينة. وأشير في هذا المجال إلى أبي عبيد الذي وضعه بروكلمان تحت أبناء المدرسة البصرية "٢/ ١٥٥"، بينما وضعه الزبيدي وآخرون تحت اتباع المدرسة الكوفية "ابن النديم ص ٧١". وحالة أبي عبيد تمثل صعوبة أخرى، وهي صعوبة نسبة عالم من ذلك العصر إلى بلد معين نظرًا لكثرة الأسفار، وعدم الإقامة في مكان واحد مدة طويلة. فهو قد ولد في هراة وتنقل بين البصرة والكوفة ومرو وسر من رأى وطرسوس وبغداد ومكة. "معجم الأدباء ١٦/ ٢٥٤، والقفطي ٢/ ١٥، ١٩، ٢٠".