للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ورب سائل يسأل: ولكن ما قيمة هذا النوع من المعاجم؟ وكيف يمكن الاستفادة به؟ والحقيقة أن هذا النوع من المعاجم لا يستفيد منه من عثر على كلمة وأراد ضبطها بالشكل، أو تحديد معناها، فمثل هذا الباحث لا بد أن يرجع إلى معاجم الألفاظ. ولكنه يفيد من يدور معنى من المعاني في ذهنه، أو يفكر في موضوع ما، ويريد أن يجمع الألفاظ المتعلقة به أو التي تدور حوله فلن يفيده إلا هذا النوع من المعاجم.

ولو أراد مثل هذا الباحث الاستعانة بلسان العرب مثلًا في العثور على طلبته لأفنى الشهور والسنين في لَمّ الكلمات التي يريدها وجمع شتاتها من أماكنها المتفرقة، ولعدل عن المضي في بحثه حين يكتشف مدى الجهد الذي ينتظره.

وأما العمل الآخر فهو:

"كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ" لابن الأجدابي:

ولجهل الكثيرين بالكتاب ومؤلفه رأينا أن نخصهما ببحث واف يقصد إلى التعريف بهما ووضعهما في مكانهما:

أما المؤلف فهو العالم اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله اللواتي الأجدابي١ الطرابلسي، من علماء القرن الخامس الهجري، إذ كان معاصرًا لأبي محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن هانش قاضي طرابلس في المدة من عام ٤٤٤ إلى ٤٧٧هـ، وله معه قصة ذكرها التجاني في رحلته٢.

ومن مجموع ما ذكره المؤرخون وكتاب التراجم عن حياته نعرف أنه


١ اللواتي نسبة إلى "لواتة" وهي قبيلة بربرية كانت تسكن أجدابية. والأجدابي نسبة إلى "أجدابية" وهي بلد من بلاد برقة "الزاوي: أعلام ليبيا ص ٤، معجم البلدان الليبية ص ٢٠".
٢ ص ٢٦٣.

<<  <   >  >>