أ- اتباع ابن دريد نظام التقليبات تقليدًا للخيل بن أحمد مع طرح ابن دريد للترتيب الصوتي. ونظام التقليبات لا يحقق هدفه إلا مقترنًا بالترتيب الصوتي الذي يكشف عن خصائص "النسج الصوتي" للكلمات العربية، ويميز التجمعات المسموحة والأخرى الممنوعة.
ب- استخدام ابن فارس نظم الدائرة في ترتيب ثواني الكلمات وثوالثها أي: بدؤه الثاني مما يلي الأول والثالث مما يلي الثاني. وهذه نقطة حاكى فيها معاجم التقليبات دون أن يتنبه إلى الحكمة منها. فمعاجم التقليبات تبدأ الثاني مما يلي الأول، لأن ما قبل الأول قد سبق في مكانه. ولكن بعد أن طرح ابن فارس نظام التقليبات لم تعد هناك حكمة في بدء الثاني مما يلي الأول لأن ما قبل الأول لم يسبق ذكره.
أما الاعتماد من ناحية المادة فظاهرة متفشية في جميع المعاجم العربية. فكتاب الجمهرة يصفه "نفطويه" قائلًا:
وهو كتاب العين إلا أنه قد غيَّره
ويصرح ابن فارس بالأخذ عن كتب السابقين والاعتماد عليها وعلى خمسة منها بالذات ... فهذه الخمسة معتمدنا فيما استنبطاه من مقاييس اللغة".
ويفصح ابن منظور في لسان العرب أنه نقل معجمه عن سابقيه نقلًا تامًّا. فبعد أن يذكر "التهذيب" للأزهري و"المحكم" لابن سيده ... يقول: "وليس لي في هذا الكتاب فضيلة أمت بها ... سوى أني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب ... " ومثل هذا ينطبق على تهذيب اللغة والعباب والصحاح والقاموس ... وغيرها ١.
١ تفصيل ذلك في: المعاجم اللغوية للدكتور محمد أحمد أبو الفرج ص ٢٧ وما بعدها.