للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أ- غموض العبارة، وتعريف اللفظ الغامض بلفظ غامض، كقول الفارابي: "الصدع الوعل بين الوعلين"، وهو يريد أنه وسط منها ليس بالعظيم ولا الصغير. ولكنه وعل بين وعلين، كما شرحه الصحاح. وكقول الفارابي كذلك النثور: النيلج وقد شرحه الجوهري بقوله: وهو دخان الشحم يعالج به الوشم حتى يخضر.

ب- عدم الدقة في التعبير، كقول الفارابي: الأكلف لون بين السواد والحمرة، والحقيقة أن الكلفة هي ذلك اللون، أما الأكلف فهو ما كان لونه بين السواد والحمرة. ومنه قوله أيضًا: "القنينة آنية الشراب" والصواب إناء لأن القنينة مفرد لا جمع.

جـ- التعريف الدوري مثل قول الفارابي: حسب الرجل صار حسيبًا وقوله: الوارش في الطعام مثل الواغل في الشراب، الواغل في الشراب مثل الوارش في الطعام. وعبارة الجوهري أوضح وهي: "الوارش" الداخل على القوم وهم يأكلون ولم يُدْعَ، مثل الواغل في الشراب". ومنه قول القاموس: تنجح الحاجة واستنتجحها تنجزها، ثم قوله: تنجز الحاجة واستنجزها استنجحها١.

٥- أنها أهملت في بعض الأحيان النص على ضبط الكلمة، وبيان باب الفعل الثلاثي. ومن أمثلة ذلك قول الجوهري: قلبته أي أصبت قلبه. وقلبت النخلة أي: نزعت قلبها. ولم يذكر الباب، وقد ذكر غيره أنه من باب فعل يفعل "بفتح فكسر".

٦- كذلك من يتتبع معاجم المتأخرين يجدها تعتمد إلى حد كبير على معاجم المتقدمين، سواء من ناحية المادة أو النظام. ومنها ما يتجوز مرحلة الاعتماد إلى مرحلة التقليد الأعمى. ويحضرني من أمثلة التقليد الأعمى نموذجان:


١ وانظر أمثلة أخرى في المعجم العربي لعدنان الخطيب ص ٧٦ وما بعدها.

<<  <   >  >>