للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تصحيحات للمعجم الوسيط للأستاذ عدنان الخطيب في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق تحت عنوان "نظرات في المعجم الوسيط".

ومن أمثلة هذه الأخطاء قول الجوهري: وسالم من أسماء الرجل، ويقال للجلدة التي بين العين والأنف سالم. وقد عقب الصغاني بقوله: وهذا غلط. وقد تبع خاله الفارابي في أخذه اللغة من معنى الشعر. والبيت الذي أخذ الفارابي هذا المعنى منه هو قول الشاعر:

يديرونني عن سالم وأريغه ... وجلدة بين العين والأنف سالم

وهذا البيت قد قاله ابن عمر في ابنه سالم، وواضح أن "سالم" في الشطر الثاني - كما هو في الشطر الأول - هو سالم ابن ابن عمر، وقد جعله لمحبته بمنزلة جلدة بين عينه وأنفه. ومعنى أريغه أطلبه وأريده وأميل إليه سرًّا١.

ومن أمثلتها كذلك قول الفارابي: "الصيعرية سمة في عنق البعير". قال الفيروزآبادي: الصيعرية سمة في عنق الناقة لا البعير. وقد حاول ابن الطيب الفاسيأن يعتذر عن الفارابي بأنه أراد بالبعير الأنثى. ولا معنى لذلك في رأينا. وقديمًا عيب على المسيب بن علس قوله:

وقد أتناسى الهم عند احتضاره ... بناج عليه الصيعرية مكدم

لأن الصيعرية صفة للنوق لا للفحول. ولذلك حين سمع طرفة بن العبد هذا البيت قال: استنوق الجمل، وضحك منه٢.

٤- ومن عيوبها شرح الكلمات شرحًا معيبًا مثل:


١ التكملة ٦/ ٢٢، لسان العرب، مادة "سلم". ويؤيد تفسيرنا البيت ما جاء في وصية هشام بن عبد الملك لمؤدب ولده: "إن ابني هذا هو جلدة ما بين عيني، وقد وليتك تأديبه".
٢- ديوان الأدب ٢/ ٤٥، والقاموس المحيط مادة "صعر" واضاءة الراموس ٣/ ١٠٩، والموازنة للآمدي ص ٣٢، والموشح للمرزباني ص ٧٦.

<<  <   >  >>