والنظريات السياسية ... إلخ. كما ضم مائتي مستشار خارجي وعددًا غير محدود من الخبراء يعملون في تخصصات مختلفة قد لا تخطر لنا على بال مثل معسكرات السمر، والتسويق، وصناعة الساعات ورصف الشوارع، وإنتاج الزجاج، والطيور المائية، والحشرات الديدان ... إلخ، مما جعل هذه اللجنة التي أخرجت المعجم أشبه بجامعة حديثة مصغرة.
د- إن صناعة المعجم دخلت عالميًّا عصر الحاسبات الآلية، ونحن ما زلنا نستعمل الجمع والتصنيف اليدويين. لقد استخدمت الآلة في اختزان المادة اللغوية حين يكون حجمها كبيرًا، وما أظن أن لغة أخرى -على وجه الأرض- تنافس لغتنا العربية في ضخامة مادتها، وامتداد تاريخها لبضعة عشر قرنًا.
وقد أمكن عن طريق الآلة حصر المادة بكل دقة، والتصرف في ترتيبها بطرق مختلفة، وضبط الإحالات، والقيام بالتصنيفات النحوية والصرفية المختلفة وغيرها.
هـ- وإلى جانب هذه المشكلات فقد تطورت صناعة المعجم عالميًّا من حيث الترتيب واختيار المداخل، وكيفية عرض المادة، وصارت له تقنيات وأسس محددة من حيث الشكل والموضوع. ومع ذلك فما زال معجم حديث تشدهم تجربة العرب الموغلة في الممقدم، مما يبعدهم عن الاتجاهات الحديثة في صناعة المعاجم.