للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التلاوة - على فصل في مخارج الحروف وطريقة نطقها وصفاتها كما فعل ابن الجزري في كتابه "النشر" الذي خصص سبع صفحات فيه لهذا المبحث وحده. كذلك ترددت في كتب التجويد مصطلحات صوتية مثل الإشمام، والإشباع، والاختلاس، والمد، والتفخيم، والترفيق، ونحوها١.

٤- وأدلى المؤلفون في إعجاز القرآن وعلوم البلاغة بدلوهم مع الدلاء وزودونا بمعلومات صوتية ذات قيمة. ومعظم ما شغلهم من مباحث الأصوات يتعلق بتنافر الأصوات وتآلفها. واستتبع هذا بالضرورة حديثًا عن مخارج الحروف وهل للقرب أو البعد المخرجي دخل في التنافر أو التآلف ونضرب على هذا النوع من الدراسة الأمثلة الآتية:

أ- يقول الرماني "القرن الرابع" في رسالته "النكت في إعجاز القرآن" بعد أن قسم الكلام إلى متنافر، ومتلائم في الطبقة الوسطى، ومتلائم في الطبقة العليا: "والمتلائم في الطبقة العليا القرآن كله.

والسبب في التلاؤم تعديل الحروف في التأليف. فكلما كان أعدل، كان أشد تلاؤمًا وأما التنافر فالسبب فيه ما ذكره الخليل من البعد الشديد أو القرب الشديد وذلك أنه إذا بعد البعد الشديد كان بمنزلة الطفر، وإذا قرب القرب الشديد كان بمنزلة مشي المقيد، لأنه بمنزلة رفع اللسان ورده إلى مكانه، وكلاهما صعب على اللسان ... ومخارج الحروف مختلفة فمنها ما هو من أقصى الحلق، ومنها ما هو من أدنى الفم، ومنها ما هو في الوسائط بين ذلك"٢.


١ Tajwid as a Source in Phonetic Research صفحات ١١٤، ١١٨، ١١٩. وانظر دائرة المعارف الإسلامية- مادة تجويد، ففيها معلومات عن موضوعات فن التجويد وإن لم يكن فيها أي ترتيب تاريخي.
٢ ص ٨٧ - ٧٩.

<<  <   >  >>