للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال بسر بن عبد الله الحضرمي "إن كنت لأركب إلى مصر من الأمصار في الحديث الواحد لأسمعه"١.

وقال عامر الشعبي سيد التابعين "لم يكن أحد من أصحاب عبد الله، أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق"٢.

وخرج عامر الشعبي إلى مكة في ثلاثة أحاديث ذكرت له على أمل أن يلقى أحد الصحابة هناك فيسأله عنها٣.

وحدث الشعبي رجلا بحديث ثم قال له "أعطيناكها بغير شيء قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة"٤.

وعن أبي العالية الرياحي قال، كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم٥.

ففي جيل التابعين يبرز عامل جديد يحفز طلاب الحديث إلى الرحلة، ذلك هو طلب الإسناد العالي، فهو أخصر طرق الحديث المتصلة.

فبدل أن يأخذ التابعي عن تابعي أخذ بدوره الحديث عن صحابي، يرحل إلى ذلك الصحابي فيروي الحديث عنه مباشرة. وقد كان لظهور الوضع


١ الدارمي: سنن ١/ ١٣٦، والخطيب: الرحلة في طلب الحديث، ص٦٣، لكنه يسميه "بشرط وهو تصحيف "أنظر ابن حجر: تهذيب التهذيب ١/ ٤٣٨".
وابن عبد البر: جامع بيان العلم ١/ ٩٥.
٢ الرامهرمزي: المحدث الفاصل، ق١٨و ١.
الخطيب: الكفاية, ٤٠٢.
٣ الرامهرمزي: المحدث الفاصل، ق١٨، ١.
٤ البخاري: الصحيح ١/ ٣٥.
وابن عبد البر: جامع بيان العلم ١/ ٩٤، والخطيب: الكفاية، ٤٠٢.
٥ الدارمي: سنن ١/ ١٣٦.
الخطيب: الكفاية، ٤٠٢-٤٠٣.

<<  <   >  >>