للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل أنه -يعني بالمكرر- إثنا عشر ألف حديث١، ولكن الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي رقم أحاديثه دون المكرر منها فبلغت ٣٠٣٣ حديث.

وقد خرج فيه مسلم عن رجال الطبقة الأولى وهم الحفاظ المتقنون، والطبقة الثانية هم المستورون المتوسطون في الحفظ والإتقان، ولم يخرج فيه لأحد ممن اتفق العلماء -أو أكثرهم- على تضعيفه وتركه. واشترط مسلم في العنعنة المعاصرة ولم يشترط معها ثبوت اللقيا كما هو شرط البخاري.

وهكذا، فإن شروط البخاري أعلى من شروط مسلم من حيث اعتماده على الطبقة الأولى من الرواة واشتراطه ثبوت اللقيا٢ كما يمتاز صحيح البخاري باحتوائه على استدلالات فقهية لا توجد في صحيح مسلم وبتحريه أحوال الرجال فمن تكلم فيه من رجال البخاري بجرح أقل ممن تكلم فيه من رجال مسلم، كما أن ما انتقد من أحاديث البخاري أقل مما انتقد من أحاديث صحيح مسلم٣.

ويمتاز صحيح مسلم على صحيح البخاري بعدم تقطيعه الحديث وتكراره الإسناد كما يفعل البخاري -ابتغاء بيان ما فيها من استدلالات فقهية- بل يجمع مسلم المتون كلها بطرقها العديدة في موضع واحد مما يعين الطالب على الإحاطة بالحديث وطرقه٤.


١ الذهبي: تذكرة الحفاظ، ١/ ٥٨٩.
٢ محمد أبو زهو: الحديث والمحدثون، ص٣٨٨؛ وأبو شهبة: أعلام المحدثين، ص١٧٧-١٨٠.
٣ الخولي: مفتاح السنة, ص٤٤؛ والسباعي: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، ص٤٠٨ "ط. الدار القومية"؛ وأبوشهبة: إعلام المحدثين، ١٩٥-١٩٨؛ ومحمد أبو زهو: الحديث والمحدثون، ص٣٨٩-٣٩٣.
٤ محمد أبو زهو: الحديث والمحدثون، ص٣٩٣؛ وأبو شهبة: إعلام المحدثين، ص١٨٠.

<<  <   >  >>