للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرقم ولم يسمع منها١ ولذلك حذر شعبة من الرواية عن الفقراء بقوله "لا تأخذوا الحديث عن هؤلاء الفقراء فإنهم يكذبون لكم" وكان شعبة آنذاك أفقر الناس٢. ولعل الأحاديث في فضل الأرز والعدس والباذنجان والهريسة هي من وضع باعة هذه الأطعمة يتكسبون بها٣.

ومنهم من كان يضع الحديث لإظهار العلم والبراعة في إجابة من يسأله٤ كما أن بعضهم كان يتذوق حلاوة الكذب قال الأصمعي لأعرابي:

"ما حملك على الكذب" فأجابه: لو ذقت حلاوته ما نسيته٥ وقد أدرك العلماء فتنة الحديث لضعاف الإيمان فقال الثوري "فتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة...."٦.


١ مسلم: مقدمة الصحيح ١/ ٢١.
٢ ابن عدي: الكامل ١/ ٥٠ب.
٣ السيوطي: تدريب الراوي/ ١٩٠.
٤ مثل ابراهيم بن أبي يحيى سئل عن رجل أعطى الغزل إلى الحائك فنسج له وفضل منه خيوط فتنازع صاحب الثوب والنساج في أخذها فقال إبراهيم حدثني ابن جريج عن عطاء قال إن كان صاحب الثوب أعطاه للأردهالج فالخيوط له وإلا فهو للحائك "أنظر ابن حبان المجروحين من المحدثين ١/ ٢٣ب وابن الجوزي: الأحاديث الموضوعة ١/ ٥ب".
٥، ٦ ابن عدي: الكامل ١/ ٤٦ أ-ب.

<<  <   >  >>