للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المروزي الفقيه في جامع المنصور» (١). وهؤلاء هم الذين عثرتُ عليهم من مشايخ الأشعري، وقد أراد ابن عساكر - رحمه الله - أن يعلل لعدم استفادة الأشعري من أئمة الحديث بعلة غير مقنعة، عندما قال: «وأما علم الحديث فقد سمع منه قدر ما تدعوه الحاجة إليه، وحصل منه ما يسع الاعتماد في الاستدلال عليه، وقد روى في تفسيره أحاديث كثيرة عن سهل بن نوح البصري، ومحمد بن يعقوب المقري وعبد الرحمن بن خلف الضبي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبي يحيى زكريا ابن يحيى الساجي وغيرهم، وإنما لم ينشر عنه الحديث بالرواية لأنه كان قد قصر همته على الدراية وصرفها إلى ما تقوى به الأصول، فلهذا عز إلى حديثه الوصول» (٢) قلت: وهذا لا شك، تعليل عليل، وكان من الأفضل الاعتذار له بزواج أمه من ذلك المعتزلي الذي حرمه وأبعده عن أهل الحديث. ومع هذا كله فليس لأحد من هؤلاء العلماء أثر على حياته إلا الجبائي، وقد أنقذ الله ـ عز وجل ـ الأشعري من ذلك التأثير.


(١) انظر كتاب تاريخ مدينة السلام ١٣/ ٢٦٠.
(٢) انظر. كتاب تبيين كذب المفتري صـ ٤٠٠.

<<  <   >  >>