للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث السابع

تلاميذه

من الأمور اللافتة للنظر أن الأشعري ـ رحمه الله ـ لم يكن له في بداية حياته تلاميذ عندما كان في مرحلة الاعتزال، ولكن بعد رجوعه إلى المنهج الحق كثر أتباعه، وانكب الناس على التتلمذ على يديه. ومن الملاحظ أيضاً أن هذا الإقبال والانكباب اقتصر على علم العقيدة فقط، فلم يُعْرَفْ له تلامذة لا في الفقه ولا في الحديث ولعل السبب في ذلك يعود إلى:

١ - قلة بضاعته في علم الحديث.

٢ - عدم وجود مذهب فقهي خاص به، وإنما هو مقلد للشافعي، أو مالك، أو أبي حنيفة.

٣ - تميزه في علم العقيدة، وبروزه ومعرفته بخفايا ومثالب المعتزلة، شجع الناس على الإقبال عليه والوثوق بعلمه وبخاصة أن رجوعه إلى الحق وإعلان ذلك أمام الناس علانية يدل على شجاعة وعلى حب للخير. ولعل هذه الأسباب كافية فيما يظهر لي لأن تكون سبباً في إقبال الناس عليه وأخذهم العقيدة منه. وقد قسم ابن عساكر - رحمه الله - تلامذة الأشعري وأتباعه إلى خمس طبقات:

الطبقة الأولى: حيث ذكر فيها أربعة من أصحابه الذين أخذوا عنه

<<  <   >  >>