للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعاً: نجد في الإبانة إثبات الصفات الخبرية والعقلية كالاستواء، بل ونجد فيها الاعتماد على الوحيين ونبذ التأويل، ولا يتحدث فيها الأشعري عن القضايا الكلامية التي ذكرها في اللمع، وهذا دليل على تدرجه بالتخلي عن علم الكلام؛ لأن معرفته في هذه المرحلة لعلم الكلام أكثر من معرفته لمنهج أهل الحديث، لذا كان اللمع أقرب لمنهج المتكلمة من منهج أهل الحديث كحال مؤلفه في تلك الفترة.

خامساً: إن عدداً من الأعلام قالوا: بأن الإبانة هي آخر مؤلفاته، ومنهم:

١ ـ شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ. حيث قال في بيان التلبيس: وهذا الكتاب هو من أشهر تأليف الأشعري وآخرها (١). وقال في موضع آخر: قال أبو الحسن في كتابه الذي سماه الإبانة: وقد ذكر أصحابه أنه آخر كتاب صنفه، وعليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن عليه (٢) وقال في موطن آخر: الإبانة صنفها الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك (٣). وقال في موطن آخر: هذا آخر كتبه وقد صَنَّفَهُ في


(١) انظر: بيان تلبيس الجهمية ١/ ١٣٦.
(٢) مجموع الفتاوى ٥/ ٩٣.
(٣) مجموع الفتاوى ٦/ ٣٥٩.

<<  <   >  >>