(٢) هو: الإمام الفقيه، صاحب الإمام أحمد شيخ الإسلام أبو بكر، أحمد بن محمد، بن الحجاج، المروذي، ولد ـ رحمه الله ـ في حدود المائتين، وكان من الأئمة الأذكياء، حتى كان أحمد يقدمه على جميع أصحابه، ويأنس به، وقد نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة وكان من أهل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى قال الخلال: لا أعلم أحداً أقوم بأمر الإسلام من أبي بكر المروذي، وقال أبو بكر بن صدفه: ما علمت أحداً ذبَّ عن دين الله مثل المروذي، وكان إماماً في السنة شديد الاتباع، توفي - رحمه الله - في سنة خمس وسبعين ومائتين انظر في ترجمته البداية والنهاية ١٤/ ٦١٤، وسير أعلام النبلاء ١٣/ ١٧٣، والمنتظم ١٢/ ٢٦٤، وشذرات الذهب ٣/ ٣١٣. (٣) هو: الإمام، شيخ الإسلام، أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد الأندلسي، القرطبي، الحافظ، ولد ـ رحمه الله ـ في حدود سنة مائتين، ورحل ـ رحمه الله ـ إلى العراق، فسمع من الإمام أحمد وغيره، وكان رجلاً صالحاً عابداً، وكان مجاب الدعوة، وذكر له ابن كثير في ذلك قصة عجيبة، له العديد من المؤلفات ومن أهمها المسند: الذي بوبه على الفقه، وروى فيه عن ألف وستمائة صحابي، حتى فضله ابن حزم على مسند أحمد. وانتقد ابن كثير هذا القول، ثم اعتذر لابن حزم، حيث قال: لعل ابن حزم لم يطلع عليه، أولعله سمع من أحمد المسند «أي بقي» وزاد عليه، توفي - رحمه الله - سنة ستٍ وسبعين ومائتين. انظر في ترجمته البداية والنهاية ١٤/ ٦٢١، وسير أعلام النبلاء ١٣/ ٢٨٥.