للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

الحالة الاجتماعية

لقد عاش الأشعري في هذه الحقبة التي كثرت فيها الاضطرابات والفتن، والتمزق الذي كانت تعيشه الدولة العباسية، كل ذلك كان مؤثراً تأثيراً ملموساً على الناحية الاجتماعية، وذلك لما تم بيانه من قبل، فعدم الاستقرار السياسي أدى إلى عدم الاستقرار الاجتماعي، فقد عمت الفوضى، ومن ذلك مثلاً: أنه في سنة سبع وثلاثمائة كسرت العامة الحبوس فأفلت من كان فيها (١). كذلك ارتفعت الأسعار في سنة ثمان وثلاثمائة فاضطربت العامة لذلك، وذهبوا إلى قصر الإمارة، وقتل منهم جماعة، ومنعوا يوم الجمعة الإمام من الصلاة، وهدموا المنابر، وخربوا مجالس الشرطة، وأحرقوا الجسور وأمر السلطان بمحاربة العوام، فأخذوا وضربوا (٢). ووقع في سنة ٣٢٢ نهب ببغداد (٣) (٤)،


(١) انظر المنتظم ١٣/ ١٨٩.
(٢) انظر المنتظم ١٣/ ١٩٤ بتصرف واختصار.
(٣) بغداد هي: مدينة عراقية، أسسها ثاني خلفاء بني العباس على نهر دجلة، حتى أصبحت قاعدة الخلافة العباسية، وعاصمة العراق، وقد لحقها خراب أدى إلى نقل الخلافة منها إلى سامراء، ثم عادوا إليها في عام ٢٧٩ وظلت عاصمة إلى يومنا هذا، ويبلغ طولها اليوم من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها نحواً من عشرين كيلومتراً. وهي مركز تجاري وثقافي وتشتهر بالصناعات الإلكترونية والحديد والصلب والغزل والنسيج والزراعة. انظر بلدان الخلافة ٤٢ ـ ٥١ وموسوعة المدن ص ٢٣٦.
(٤) انظر المنتظم ١٣/ ٣٦٥.

<<  <   >  >>