وبعد فالنخبة في علم الأثر … مختصر يا حَبَّذا من مختصر
ألفها الحافظ في حال السفر … وهو الشهاب بن علي بن حجر
كذلك قال:
طالعتها يوماً من الأيام … فاشتقت أن أودعها نظامي
فتم من بكرة ذاك اليوم … إلى المسا عند وفود النوم (١)
فإذا كان هؤلاء الأعلام، قد أَلَّفُوا ونظموا في خلال سُويعات، فلماذا نتعجب من أن يُؤَلِّفَ الأشعري في خمسة عشر يوماً؟ وهو منقطع عن الناس انقطاعاً تاماً ثم ما المانع، أن يكون صَنَّف هذه الكتب بعد الرؤيا؟
والخلاصة، أن ما ذكره من علة للقدح في القصة لا يسلم له به خاصة وأنه رد جميع ما ذكر من غير مستند، أو دليل أو حجة بينة. أما مسألة تعجّبه من خلع الأشعري ثوبه، كدلالة على انخلاعه من الاعتزال فمعه في هذا حق من وجهة نظري، لأن مثل هذا الفعل لا يتصور من إنسان عادي، فكيف من عالم! وإن كان بعضهم قد ذكر بأن الأشعري قد يكون:
أ ـ لبس أكثر من ثوب، وبخاصة أن الروايات لم تذكر أنه تعرى،