للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان لا يتكلم في علم الكلام إلا حيث وجب عليه نصرة الحق» (١). وقال الخطيب البغدادي (٢): «أبو الحسن الأشعري، المتكلم، صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة (٣)، والجهمية (٤) وغيرهم من المعتزلة


(١) انظر طبقات الشافعية (١/ ١١٤/ ١١٥).
(٢) الإمام الأوحد، العلامة المفتي، الحافظ الناقد، محدث الوقت أبو بكر؛ أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، صاحب التصانيف، وخاتمة الحفاظ، ولد سنة ٣٩٢ هـ قال عنه أبو إسحاق الشيرازي: إن الخطيب يشبه بالدار قطني في معرفة الحديث وحفظه من أهم كتبه: تاريخ بغداد والجامع والكفاية والرواة عن مالك والفقيه والمتفقه. مات - رحمه الله - وعمره ثلاث وسبعون سنة. انظر سير أعلام النبلاء (١٨/ ٢٧٠) والنجوم الزاهرة (٥/ ٨٧).
(٣) الإلحاد: هو مذهب فلسفي يقوم على فكرة أساسها إنكار وجود الله - عز وجل - يدعي الملاحدة أن الكون وجد بلا خالق، وبأن المادة أزلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت، وله في القديم مسميات كالزندقة، والدهرية والذي وصفهم الله ـ عز وجل ـ بقوله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: ٢٤]. وهم دهريون كما قال اليمني: وأما الدهرية، فإنهم ينفون الربوبية، ويحيلون الأمر والنهي وينكرون جواز الرسالة ويجعلون الطينية قديمة، ويجحدون العقاب ولا يعرفون الحلال ولا الحرام، [ولا يقرون] في جميع العالم [برهانا] يدل على صانع ولا مصنوع، وخالق ومخلوق، تعالى الله عن إفك الكل، وعصمنا عن الأباطيل برحمته. انظر عقائد الثلاث والسبعين فرقة لأبي محمد اليمني ٢/ ٧٦٧. انظر: الفصل ١/ ٤٧ - ٥٤ والملل والنحل ٢/ ٢١٥ وعقائد الثلاث والسبعين فرقة ٢/ ٧٦٧ والموسوعة الميسرة ٢/ ٨١٣ وكواشف زيوف ٤٣٣.
(٤) الجهمية: هم أصحاب جهم بن صفوان السمرقندي، أبو محرز من موالي بني راسب، رأس الجهمية الضال المبتدع، هلك في زمن صغار التابعين، وقد زرع شراً عظيماً، قتله مسلم بن أحوز المازني بمرو - مدينة تقع في تركستان على مصب نهر مرغاب - أحد قادة مضر بن سيار. والجهمية من الجبرية الخالصة وظهرت بدعتهم بسمرقند - إحدى مدن أوزبكستان على الحدود الأفغانية. وافق جهم وأتباعه المعتزلة في نفي الصفات الأزلية، وزاد عليهم بأشياء منها:
١ - لا يجوز أن يوصف الباري بصفة يوصف بها خلقه؛ لأن ذلك يقتضي تشبيهاً؛ فنفى كونه: حياً، عالماً، وأثبت كونه: قادراً، فاعلاً، خالقاً، لأنه لا يوصف شيء من خلقه: بالقدرة، والفعل، والخلق.
٢ - إثبات علوم حادثة للباري - تعالى - لا في محل؛ قال: لا يجوز أنه يعلم الشيء قبل خلقه.
٣ - ويقول في القدرة الحادثة: إن الإنسان لا يقدر على شيء، ولا يوصف بالاستطاعة؛ وإنما هو مجبور على أفعاله: لا قدرة له، ولا إرادة، ولا اختيار.
٤ - ومنها قوله: إن حركات أهل الخلد لن تنقطع، والجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما فيهما.
٥ - ومنها قوله: من أتى بالمعرفة ثم جحد بلسانه لم يكفر بجحده؛ لأن العلم والمعرفة لا يزولان بالجحد.
وهو ينفي الرؤيا ويقول: بأن القرآن مخلوق. ولهذه الفرقة الضالة طوام أخر. انظر الملل والنحل للشهرستاني ص ٦٧، ٦٨، ٦٩، وعقائد الثلاث وسبعين فرقة ١/ ٢٧٣، و ١/ ٢٩٦ والفرق بين الفرق ١٥٨ والتبيين والرد ص ١١٠ ومقالات الإسلاميين ص ٢١٩.

<<  <   >  >>