للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السمعاني في تفسيره (١). فلو كان تأويلاً ما ذكراه من دون أن ينكراه.

٢ - لماذا حكم أصحاب هذا القول على الأشعري أنه رجح هذا القول فراراً من أن يقول بالصفات الفعلية؟ ولماذا جعلوا اختيار هذا القول تأويلاً للآية عند الأشعري. مع أن هذا القول هو القول الثاني عند أهل السنة؟ فهل يُوصف كل من اختار القول الثاني ـ بأنه السنة ـ بأنه مؤول؟! لا أعتقد أن أصحاب هذا القول يحكمون على كل من اختار هذا القول بأنه مؤول بل هو قول وجيه مع من اختاره حجة. ثم هناك ثمة تساؤل!

هل فعلاً الأشعري لا يقول بالصفات الفعلية الاختيارية كما ذكر أصحاب هذا القول؟ ولذا يفر من كل ما يقتضي إثبات صفات الأفعال؟ الجواب: لا. بل الأشعري مُثْبتٌ للصفات الفعلية الاختيارية وقد شهد بذلك له شيخ الإسلام، حيث قال: بعد ما ذكر الأشعري آيات سورة النجم {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩)} [النجم: ٨ - ٩] حيث أثبت شيخ الإسلام عند هذا الموضع بأن الأشعري من القائلين بالصفات الفعلية الإختيارية عندما قال رحمه الله: واستدلاله بهذه الآيات - يعني الأشعري في الإبانة - يدل على أن الله فوق العرش عنده ويقتضي كلامه هذا أن الله عنده هو الذي يأتي ويجيء إذ لولا ذلك لم يصح الدليل


(١) (انظر: تفسير القرآن للسمعاني ٣/ ٣٦٧ عند تفسيره للآية ٢ من سورة الأنبياء.

<<  <   >  >>