للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه الكتاب والسنة وهو لا يعتقد ذلك. وهذان الاحتمالان باطلان يقيناً ويجزم بذلك من يعرف سيرة الرجل وثناء العلماء عليه، بل كان الرجل في قمة انحسار المذهب الاعتزالي انتسب إليه ودافع عنه ونافح فلو كان منافقاً لما نصر الاعتزال أربعين عاماً من عمره وهم في مرحلة ضعف وانحسار.

الدليل الخامس: الأشعري في كتاب مقالات الإسلاميين يذكر باباً بعنوان: «هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة» وَيُورِدُ فيه عقيدة أهل الإثبات كما يراها أهل الحديث، وكما هي في الإبانة تماماً، ثم يعقب في النهاية عليها بقوله: «فهذه جملة ما يأمرون به وما يستعملونه ويرونه وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله. ثم ذكر عقيدة ابن كلاب في الباب الذي يلي هذا الباب فقال: «فأما أصحاب عبد الله بن سعيد القطان، فإنهم يقولون بأكثر مما ذكرناه عن أهل السنة» ثم لم يُعَقِّب بعد ذلك بانتسابه إلى عقيدته، كما فعل مع أصحاب الحديث وأهل السنة؛ لأن ابن كُلاب يستعمل التأويل (١). وأنت تَلْحَظُ عبارته التي ينفي فيها أن يكون بينه وبين ابن كلاب اتفاق تام، إذا قال: بأنهم يقولون بأكثر مما ذكرنا عن أهل السنة. وهذا يَدُلُّ على تركه طريقة ابن كُلاب.


(١) انظر مقالات الإسلاميين ٢٢٦.

<<  <   >  >>