للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وموافقته لجمهور أهل الحديث في جمهور ما يقولونه.

٤ ـ الحافظ ابن كثير، حيث قال: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال:

الحالة الأولى: حال الاعتزال التي رجع عنها لا محالة.

الحالة الثانية: إثبات الصفات العقلية السبع، وهي: الحياة، والعلم والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. وتأويل الخبرية، كالوجه، واليدين، والقدم، والساق، ونحو ذلك.

الحالة الثالثة: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف، وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً وشرحها الباقلاني ونقلها ابن عساكر، وهي التي مال إليها الباقلاني وإمام الحرمين (١) وغيرهما من أئمة الأصحاب المتقدمين في أواخر أقوالهم والله


(١) هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله الجويني. ولد في أول سنة تسع عشرة وأربعمائة، قال عنه الذهبي: الإمام الكبير شيخ الشافعية: اهـ. تتلمذ على يد عدد من أهل العلم ومن أبرزهم الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، وتتلمذ على يده مجموعة منهم أبو حامد الغزالي، اشتهر باسم إمام الحرمين، بسبب أنه جاور في الحرمين، وكان مع فرط ذكائه ليس له عناية بالحديث، لا متناً ولا إسناداً، وكان قد بالغ في علم الكلام، وصنف الكتب الكثيرة فيه، ثم هداه الله إلى مذهب السلف. وقال عبارته الشهيرة ومنها: عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطف بِرِّه وإلا فالويل لابن جوين. ومن أهم مؤلفاته: الورقات في أصول الفقه، والشامل في أصول الدين وغيرهما. انظر سير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٦٨ والمنتظم ١٦/ ٢٤٤ وهناك دراسة عنه في موقف ابن تيمية من الأشاعرة ٢/ ٦٠٠.

<<  <   >  >>