أحدهما: من يقول: إن للكتاب والسنة باطناً يخالف ظاهرها، فهؤلاء هم المشهورون عند الناس باسم الباطنية من القرامطة وسائر أنواع الملاحدة، وهذا الصنف قسمان: قسم يرون ذلك في الأعمال الظاهرة حتى في الصلاة والصوم والحج والزكاة وتحريم المحرمات من الفواحش والظلم والشرك ونحو ذلك، وقسم يقولون بالباطن المخالف للظاهر في العمليات وأما العمليات فيقرونها على ظاهرها وهذا قول عقلاء الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام مع أنهم في التزام الأعمال الشرعية مضطرون لما في قلوبهم من المرض والنفاق. والصنف الثاني: الذين يتكلمون في الأمور الباطنية من الأعمال والعلوم لكن مع قولهم إنها توافق الظاهر ومع اتفاقهم على أن من ادعى باطناً يخالف الظاهر فهو منافق زنديق، فهؤلاء هم المشهورون بالتصوف عند الأمة. للمزيد: انظر بيان تلبيس الجهمية ٢/ ١٦٧ ـ ١٧٠ اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ١١٩ ـ ١٢٠، المعجم الفلسفي ١/ ١٩٥، والفرق بين الفرق ٢١٣.