للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن والإخبار بواطن، وقد خدعوا الناس بإظهارهم الزهد والصلاح، ودخلوا على الناس، من خلال زعمهم ظلم الأمة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (١) وقتلهم الحسين (٢) وسبيهم لأهله كما أظهروا العفاف والتقشف وترك الدنيا والإعراض عنه الشهوات، وكانوا يأمرون كذباً بالصدق والأمانة والأمر بالمعروف، فكانوا يتعاملون مع أهل المجون والخلاعة معاملة أخرى ويقرون عندهم أن العبادة بله والورع حماقة، وإنما الفطنة باتباع اللذة وقضاء الوطر، وقد يستصحبون من له صوت جميل في


(١) هو: أمير المؤمنين علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أول الناس إسلاماً في قول بعض أهل العلم ولد قبل البعثة بعشر سنين فربي في حجر الرسول ولم يفارقه، وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك وقال له ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ وزوجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ببنته فاطمة، وقد زعمت الرافضة محبته ووضعوا له مناقب هو غني عنها، بل بالغ بعضهم وأنزله في منزلة حتى ادعى له الألوهية. روى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الكثير من الأحاديث وكان أحد أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر، تولى الخلافة بعد عثمان - رضي الله عنهما -ولقي الله جل وعلا شهيداً مقتولاً مظلوماً سنة ٤٠ هـ بعد خلافة راشدة عادلة مدتها خمس سنين إلا ثلاثة أشهر فرضي الله عنه وأرضاه. انظر للمزيد من معرفة سيرته الإصابة في تمييز الصحابة ٤/ ٤٦٤، ومروج الذهب ٣/ ٣٥٨،
(٢) هو: الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي. أبو عبد الله سبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وريحانته، ولد سنة أربع وقيل ست، وقيل سنة سبع، وقد حفظ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وروى عنه، وروى عن أبيه وعن أمه. قتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وكذا قال الجمهور. انظر الإصابة ٢/ ٦٧.

<<  <   >  >>