(٢) هو: فخر الدين، محمد بن عمر، بن الحسين القرشي البكري الطبرستاني، أبو عبد الله، وأبو المعالي، المعروف، بالفخر الرازي، ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، قال عنه الذهبي: العلامة الكبير ذو الفنون، الأصولي المفسر كبير الأذكياء والحكماء، والمصنفين، ا. هـ. تعلم الفقه على المذهب الشافعي، وله العديد من المصنفات ومن أهمها: تفسيره المشهور بالتفسير الكبير ومفاتح الغيب. ومن كتبه المحصول في أصول الفقه، كان معظماً عند ملوك الخوارزمية، حتى أكرموه، فأصبح من الأثرياء. وقعت له خصومات مع الكرامية، رجع ـ رحمه الله ـ في أواخر حياته إلى منهج السلف، قال الذهبي: مات في سنة ٦٠٦ هـ وله بضع وستون سنة، وقد اعترف في آخر عمره، حيث يقول: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً. رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه ٢] وقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر ١٠] وأقرأ في النفي، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى، ١١] ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي، وقال ابن كثير: وكان مع غزارة علمه، وتبحره في فن الكلام يقول: من لزم مذهب العجائز كان هو الفائز وأوحى عند موته برجوعه إلى طريقة السلف. وتسليم ما ورد على الوجه المراد اللائق بجلال الله تعالى. انظر في ترجمته البداية والنهاية ١٧/ ١١. وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٥٠٠.