للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتحصن. ثم قال: فسار خبيث الزنج إلى الأهواز، فوضع السيف وقتل نحواً من خمسين ألفاً وسبى أربعين ألفاً، وذهب تحت السيف خلائق من الفريقين بعد حرب دامت بضعة عشر شهراً» (١).

والخلاصة أن الزنج في هذه المرحلة، أحدثوا قلاقل في البلاد الإسلامية، من جراء حملاتهم المتتالية ومذاهبهم الفاسدة مما كان لها أثر عظيم في تلك الحقبة من التاريخ.

ثانياً: في تلك الحقبة أيضاً ظهر أمر القرامطة (٢)، ففي هذا العصر


(١) انظر سير أعلام النبلاء. ١٢/ ٥٤٢ بتصرف واختصار.
(٢) القرامطة من الفرق الباطنية، مؤسسها حمدان قرمط أصله من خوزستان ظهر في الكوفة سنة ٢٥٨ وأظهر الزهد والتقشف واستمال إليه بعض الناس وأراهم كتاباً قيل أوله: بسم الله الرحمن الرحيم، يقول الفرج بن عثمان، وهو عيسى وهو الكلمة وهو المهدي وهو أحمد بن محمد بن الحنفية وهو جبريل. وفي الكتاب كثير من كلمات الكفر والتحليل والتحريم وكثر أتباعه والمقتدون به. وقبض عليه أيام الخليفة المتوكل وقتل سنة ٢٦٣ هـ. وقال البغدادي: وظهرت دعوة الباطنية في أيام المأمون من حمدان قرمط ومن عبد الله بن ميمون القداح وليست الباطنية من فرق ملة الإسلام بل هي من فرق المجوس، ثم دلل لقوله أن الباطنية لما تأولت أصول الدين على الشرك احتالت أيضاً في تأويل كلام الشريعة على وجوه تؤدي إلى رفع الشريعة أو إلى مثل أحكام المجوس، وذكر دليلاً على ذلك: أن الغلام الذي ظهر ونام في البحرين والإحساء بعد سليمان القرمطي سن لاتباعه اللواط وأوجب قتل الغلام الذي يمتنع عمّن يريد الفجور به وأمر بقطع يد من أطفأ ناراً بيده. والقرامطة لاشك ولا ريب بأنهم جاؤوا بالأعاجيب وقتلوا الحجيج. انظر للمزيد الفرق بين الفرق ص ١٦، ٢١٦، وانظر فضائح الباطنية ص ٢٢.

<<  <   >  >>