للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ ـ الغزالي (١) حيث ذكر ابن أبي العز الحنفي أن الغزالي ـ رحمه الله ـ انتهى أمره إلى الوقف والحيرة في المسائل الكلامية ثم أعرض عن تلك الطرق وأقبل على أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- فمات والبخاري على صدره (٢).

ب ـ كذلك أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي، حيث قال: لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن؛ اقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٣) {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} (٤)، واقرأ في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ … شَيْءٌ} (٥)، {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (٦). ثم قال:


(١) هو الشيخ أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي، ولد سنة ٤٥٠ هـ. تلقى العلم على يد الإسماعيلي وأبي المعالي الجويني، تولى التدريس في نظامية بغداد ونال منزلة رفيعة، وفي هذه الفترة تحول إلى العزلة والتصوف ثم رجع في آخر حياته إلى أهل الحديث. توفي سنة ٥٠٥ هـ، وترك مؤلفات عدة منها الأربعين في أصول الدين وتهافت الفلاسفة والمستصفى وإحياء علوم الدين. انظر في ترجمته: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٢٢، ووفيات الأعيان ٤/ ٢١٦. وألف عبدالرحمن بدوي مؤلفاً ضخماً في مؤلفات الغزالي، وانظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة حيث ترجم له ترجمة وافية ٢/ ٦٦٢.
(٢) انظر شرح الطحاوية ص ١٧٧.
(٣) سورة طه، آية: ٥.
(٤) سورة فاطر، آية: ١٠.
(٥) سورة الشورى، آية: ١١.
(٦) سورة طه، آية: ١١٠.

<<  <   >  >>