الدليل السادس أدلة كون الإبانة آخر كتب الإمام الأشعري:
وذلك لأن اللمع يحكي انتسابه لابن كُلاب، وأما الإبانة فتدل على انتمائه للسلف، والإبانة هي آخر كتبه، وطالما أنها من آخر كتبه فهي تعبر عن منهجه، ومذهبه، وأدلة كون الإبانة هي آخر كتبه متعددة، فمنها مثلاً:
أولاً: ما ذكره ابن عساكر في قصة رجوع الأشعري: أنه عندما صعد على المنبر وأعلن رجوعه، ودفع بالكتب إلى الناس فمنها كتاب اللمع وكتاب أظهر فيه عوار المعتزلة سماه بكتاب كشف الأسرار وهتك الأستار وغيرهما (١). فأنت تَلْحَظُ هنا أن الأشعري قد ألف اللمع في مرحلة ما بعد الاعتزال مباشرة، وهذا دليل على أن الإبانة متأخرة عنه، وقد كتبت بعده لأنها قطعاً، ليست من مؤلفاته قبل الاعتزال وما قال أحد بذلك، ولم تكن من الكتب التي دفعها للناس بعد تحوله مباشرة، فدل ذلك على تَأَخُّرِ تأليفها.
ثانياً: أن الأشعري، لما ذكر مؤلفاته في كتابه العمد لم يذكر منها الإبانة، مع أن ابن فورك قد بَيَّنَ أن هذه المؤلفات التي أوردها في العمد ألفها إلى سنة عشرين وثلاثمائة. فلو كانت من ضمنها لذكرها، ولما أضاف ابن فُورك ما ألفه بعد ذلك لم يذكر من ضمنها الإبانة؛ لأسباب سَيَتمُّ التطرُّق لها في الفصل الخاص بالإبانة. وابن عساكر قد نقل نصوصاً