للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه وهو التجهم والاعتزال.

الدليل الرابع: أنّ ما كتبه الأشعري في الإبانة لا يمكن أن ينسخه أي كتاب من كتبه إلا في حالين اثنين، وهما في غاية البطلان:

أ ـ أن يرجع عمَّا في الإبانة وهذا رجوع عمَّا في الكتاب والسنة، والأشاعرة يُقرون بأن ما في الإبانة هو الإثبات وبأنهم متأولة فإليك قول أحد رموز الأشاعرة في الأزمنة المتأخرة يقرون بأن الصورة السلفية التي عليها شيخ الإسلام ابن تيمية والوهابية والتي تجلت في الإبانة هي منهج الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ حيث قال حمودة غرابة: (بل إني أعتقد أن الصورة السلفية كما اعتنقها الصحابة والإمام أحمد وربما ابن تيمية والوهابيون لا يتعارض إلا قليلاً جداً مع مذهب الأشاعرة الذين أولوا هذه الأشياء؛ أعني الوجه واليدين والاستواء إلى غير ذلك، بالذات والقدرة والاستيلاء مثلاً (١). فهو هنا اعترف بأن متأخري الأشاعرة قد خالفوا الصحابة والإمام أحمد ـ وكفى بهذه حجة ـ فهذا اعتراف بأن الأشعري في الإبانة وافق الصحابة وابتعد عن فكرة التنزيه التي سلكها متأخرو الأشاعرة هرباً من التمثيل والتشبيه فوقعوا في التعطيل (٢).

ب ـ أو أن الرجل منافق ـ وحاشاه ذلك ـ في قوله أنه يأخذ بما دل


(١) انظر مقدمة تحقيقه لكتاب اللمع ص ٩ بالهامش.
(٢) انظر مقدمة تحقيقه لكتاب اللمع ص ٩ بالهامش.

<<  <   >  >>