قلت: لاريب أن اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- علم لمحبة الله لقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الآية ٣١/ آل عمران]. وقال ابن العماد بدت منه كفريات أباحت دمه واشتبه على الناس السحر بالكرامات، فضل به خلق كثير، كدأب من سيبقي ومن يكون إلى مقتل الدجال الأكبر، والمعصوم من عصمه الله،. آه. وذكر ابن كثير أنه كان حلولياً، يرى بأن الله قد حل فيه «جل الله عما يقول هذا المارق علواً كبيراً به» ومن شعره جبلت وحلت في روحي كما … يجبل العنبر بالمسك الفتق فإذا مسك شيء مسني … فإذا أنت أنا لا نفترق وقوله أيضاً: مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال فإذا مسك شيء مسني فإذا أنت أنا في كل حال ولهذا المارق الكثير من الخرافات وادعاء الألوهية، حتى إن الذهبي كتب في سيرته، أربعين صفحة، وابن كثير أربعاً وعشرين صفحة، وذكر ابن كثير بأن الفقهاء، وفي بعض نسخ العلماء، أجمعوا على كفره وقتله، وقد قتل هذا المارق سنة ٣٠٩ شر قتلة حيث ضرب قبل قتله ألف سوط، ثم قطعت يداه ورجلاه، ثم ضرب عنقه، وأحرقت جثته، بعد أن نزعت منها يداه ورجلاه، وعلقتا بجوار رأسه، وقد افتتن بعد مقتله خلق، ولست بصدد ذكر فتنته، وإنما إيراد شيء من ترجمته. انظر البداية والنهاية ١٤/ ٨١٨ - ٨٤٢، وسير أعلام النبلاء، ١٤/ ٣١٣ - ٣٥٤، وشذرات الذهب ٤/ ٤١ - ٤٧.