للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إماماً حتى نسب مذهبهم إليه» (١).

٢ ـ وانفرد ابن عساكر برواية أخرى قريبة من هذه، حيث قال: «لم يشعر الناس يوم الجمعة إلا وإذا بالأشعري، قد طلع على منبر الجامع بالبصرة بعد صلاة الجمعة ومعه شريط شده في وسطه ثم قطعه وقال: «اشهدوا علي! إني كنت على غير دين الإسلام، وإني قد أسلمت الساعة، وإني تائب، مما كنت فيه، من القول بالاعتزال»، ثم نزل (٢). وقد شكك جلال موسى، في هذه أيضاً فقال: - مما لاشك فيه أن ابن عساكر هو مصدر هذه الرواية التي أخذها عنه ابن خلكان والسبكي، فابن عساكر يُصَرِّحُ أن الكتب التي دفعها إلى الناس، منها، كتاب اللمع، وكتاب كشف الأسرار وهتك الأستار، كشف فيها عوار المعتزلة وهذا وحده يكفي دليلاً على وضع هذه الرواية، وعدم الدقة فيها.

١ ـ فلا يعقل أن يكون الأشعري ألف هذين الكتابين خلال الخمسة عشر يوماً التي غابها.


(١) انظر: تبيين كذب المفتري ٣٩ - ٤٠، وانظر الفهرست لابن النديم ص ٢٢٥، ووفيات الأعيان ٣/ ٢٨٥ والخطط ٤/ ١٩٣.
(٢) أما الرواية الثانية فقد انفرد بها ابن عساكر في التبيين، ونقد السند، وقال الحمراني: مجهول انظر التبيين ص ٤٠، وقال عبد الرحمن بدوي: وهذه الرواية أظهر الروايات تكلفاً وزيفاً، لأنها فضلاً عن افتعالها تقرر أن الاعتزال كفر وأن المعتزلي كافر، ومن غير المعقول أن يكون الأشعري قد قال مثل هذا الكلام وأصدر هذا الحكم بهذه الحدة، انظر: مذهب الإسلاميين ص ٤٩٤.

<<  <   >  >>