للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الحقبة (١). وتظهر خطورة الزنج بأفعالهم الشنيعة حتى قال الذهبي عن إحدى المعارك مع الزنج: «لقد تمت معهم ملحمة لم يسمع بمثلها، وظهر المسلمون»، وقال أيضاً عن الزنج وقائدهم: «وقُتلَ خلق من جيشه وتحيز هو في طائفة وعظم البلاء وكاد الخبيث أن يملك الدنيا، وكان كذاباً مُمَخرقاً ماكراً شجاعاً، ادعى أنه بعث إلى الخلق، فرد الرسالة. وكان يدعي علم الغيب، لعنه الله». كما تحدث عن سيره إلى الأهواز (٢) وإلى البطائح (٣) حيث قال: وأما الخبيث فدخل البطائح وبثق حوله الأنهار -


(١) انظر تاريخ الطبري ٥/ ٥٢٦ حتى ٥٨٩ وانظر سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٤٢.
(٢) مفردها هوز وجمعها الأهواز وكانت قاعدة لإقليم خوزستان، وهي مدينة بين البصرة وفارس ولكن تسمية خوزستان قد بطلت، وصارت هذه الولاية التابعة لبلاد فارس تسمى عربستان (أي إقليم العرب) ولكن الرئيس الإيراني محمد شاه بهلوي قد أعاد تسميتها خوزستان، وهي تقع على نهر دجيل الأهواز وذلك تصغير لنهر دجلة وتغير اسمه من دجيل إلى نهر كارون، وقد اشتهرت المدينة بكثرة العقارب والحيات والماء الحميم والتراب السبخ، ويقتات أهلها خبز الرز وهو عسر الهضم. انظر بلدان الخلافة الشرقية ص ٢٦٩ ومعجم البلدان ١/ ٤١٠.
(٣) البطائح: جمع بطيحة، وهي من مدن العراق تقع بين واسط والبصرة، وتبطح في رقعة يبلغ عرضها خمسين ميلاً وطولها قرابة مئتي ميلاً، وكانت البطيحة يأتيها الماء من نهر الفرات ومع أن هواءها وخم، فإن تربتها كانت في غاية الخصب، وهي مدينة ينبت فيها القصب. انظر: معجم البلدان ١/ ٣٥٦ وبلدان الخلافة الشرقية ٥٩ ـ ٦١.

<<  <   >  >>