للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما تقدم (١). وقال أيضاً وهذا صريح في أن قربه إلى خلقه عنده - أي الأشعري - من الصفات الفعليه، حيث قال كيف يشاء. والقرب بالعلم والقدرة لايجوز تعليقه بالمشيئة، لأن علمه، وقدرته من لوازم ذاته، فهذا من اتفاق عامة الصفاتية على إثبات قرب الخلق إلى الله - عز وجل - وقربه إليهم، وهذا (الذي) قاله الأشعري وحكاه عن أهل السنة، تلقاه عن زكريا بن يحيى الساجي وغيره من أئمة البصريين، وهذا اللفظ الذي ذكره في القرب محفوظ عن حماد بن زيد إمام أهل السنة في عصر مالك والثوري (٢) (٣). وقال شيخ الإسلام أيضاً: (بعد قول الأشعري أن الله رفع عيسى): فهذه دلالة الأشعري، وهو من أكبر أئمة المتكلمين الصِّفاتيَّة،


(١) (انظر بيان التلبيس (٨/ ٢٨).
(٢) هو: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، من كبار أتباع التابعين، أخرج له السِّتة: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. ولد سنة سبع وتسعين. قال: عبد الرحمن بن مهدي: «ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري». وقال شعبة بن الحجاج: «سفيان أحفظ مني». وقال عباس الدوري: «رأيت يحيى بن معين لا يقدِّم على سفيان في زمانه أحدًا في الفقه، والحديث، والزهد، وكل شيء». قال الخطيب البغدادي: «كان إمامًا من أئمة المسلمين، وعلمًا من أعلام الدين مجمعًا على أمانته بحيث يستغنى عن تزكيته مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع والزهد». مات سفيان سنة سبع وستين ومائة. انظر ترجمته في: «طبقات ابن سعد» (٦/ ٣٧١)، و «تقدمة الجرح والتعديل» (١/ ٥٥)، و «تاريخ بغداد» (٩/ ١٥١)، و «تهذيب الكمال» (١١/ ١٥٤)، و «تذكرة الحفاظ» (١/ ٢٠٣).
(٣) انظر بيان التلبيس (٨/ ١٨٩ - ١٩١).

<<  <   >  >>