كتاب الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

القول السادس: الأشعري مر بعد طور الاعتزال بطورين هما: ١ - التوسط والسير على طريق ابن كلاب - شهادة عدد من الأعلام على كون الإبانة آخر كتبه، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - ص: 240

بغداد في آخر عمره لما زاد استبصاره بالسنة (١).

٢ ـ ابن درباس (٢): - حيث قال - رحمه الله في رسالته في الذب عن الأشعري: أما بعد، فاعلموا معاشر الإخوان، وفقنا الله وإياكم للدين القويم، وهدانا أجمعين، للصراط المستقيم بأن كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي ألفه الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، هو الذي استقرَّ عليه أمره فيما كان يعتقده (٣).

٣ ـ ابن العماد الحنبلي، حيث قال: الإبانة في أصول الديانة وهو آخر كتاب صنفه وعليه يعتمد أصحابه، في الذب عنه، عند من يطعن عليه (٤).

٤ ـ الحافظ بن كثير، حيث قال: وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً (٥).

---

(١) انظر: بيان تلبيس الجهمية (١/ ١٤٣).
(٢) هو قاضي الديار المصرية، الإمام الأوحد صدر الدين، عبد الملك بن عيسى بن درباس الكردي الشافعي. ولد بالموصل سنة عشرة وخمسمائة. سمع من الحافظ، ابن عساكر، وروى عنه الحافظ المنذري، توفي - رحمه الله - في سنة خمس وستمائة، انظر: سير أعلام النبلاء ٢١/ ٤٧٤، والنجوم الزاهرة ٦/ ١٧٥.
(٣) انظر رسالته في الذب عن أبي الحسن الأشعري، ص ١١٥.
(٤) انظر طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير ١/ ١٩٩، إتحاف السادة المتقين ٢/ ٦.
(٥) انظر شذرات الذهب ٤/ ١٣١.