ولذلك كان دعاء الجيوش المؤمنة عبر التاريخ أثناء لقاء الأعداء، هو ما جاء في القرآن الكريم على لسان طالوت وجنوده، قال تعالى:{وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ}.
ثالثا: الصّبر في ميادين الدّعوة إلى الله.
لقد خلَق الله الخلْق متفاوتين في العقول، مختلفين في التفكير، متمايزين في المشاعر والعواطف، تتصادم مصالحُهم وتتنازع رغباتهم، وتختلف نظرتهم للأمور وحُكمُهم على الأشياء بدرجات كبيرة، واستجابتهم للنصح والإرشاد والتوجيه يختلف اختلافاً شاسعاً. وهذا الاختلاف في المشارب والأهواء سُنّة من سُنن الله في الخلْق والتكوين، قال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}.