للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانشراحُ الصدر ثمرةٌ من ثمار الإيمان، فإذا ما انشرح صدرُ الإنسان؛ لان قلبُه، ورقَّت عواطفُه، وارتقت مشاعرُه، وصدقت أحاسيسُه، ولقد امتنَّ الله على رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بانشراح الصَّدر، قال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح:١].

ولقد دعا موسى ربَّه قائلاً:

{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} [طه:٢٥ - ٢٦].

ولقد أفاض القرآنُ الكريم، في إبراز عواطف المؤمنين، وصدق أحاسيسهم، ورقَّة مشاعرهم، ونبل عواطفهم؛ ممَّا انعكست آثار ذلك على الإنسانيَّة رأفةً ورحمةً وشفقة.

كما أبرز القرآن الكريم تحجُّر المشاعر للكافرين، وأبرز تبلُّد عواطفهم، وقسوة قلوبهم، وموت ضمائرهم، وفقدان الأحاسيس بمشاعر الآخرين، ممَّا كان له الأثر السيئ على الأفراد والجماعات قديماً وحديثاً.

وسوف نسوق بعض الآيات، التي تتحدَّث عن عواطف المسلمين، ومن ذلك قول الله تعالى::

١ - {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح:٤].

٢ - {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح:٤].

٣ - بيَّن القرآنُ الكريم أنَّ رقَّة المشاعر ونبل الأحاسيس، هي سماتُ وصفاتُ العلماءِ المؤمنين، الَّذين اتَّقَوُا الله وتدبَّروا آياته، قال تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [الإسراء:١٠٧ - ١٠٩].

٤ - ذكر القرآنُ الكريمُ أنَّ رقيَّ المشاعر وصدق العواطف، أمرٌ يقتصرُ على مناهج الأنبياء والمرسلين، من لدن آدم -عليه السَّلام- إلى خاتم الرُّسل محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال تعالى:

<<  <   >  >>