للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} [مريم:٥٨].

٥ - وصفَ القرآنُ الكريم صدق عاطفة الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولين قلبه، فقال تعالى:

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران:١٥٩].

وقال تعالى:

{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:١٢٨].

قال تعالى:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:١٠٧].

وكما أشار القرآنُ الكريم، إلى ما اتَّصف به الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وصحابتُه، وكذلك المؤمنون في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، من سلامة القلب وطهارة النَّفس وسموِّ العواطف ونُبل المشاعر وصدق الأحاسيس، ممَّا كان له عميقُ الأثر في الدَّعوة إلى الله، وانتشار الإسلام، ودخول الناس في دين الله أفواجاً.

كذلك أشار القرآنُ الكريمُ في مواضع كثيرةٍ، إلى قسوة قلوب الكافرين، وفساد مشاعرهم، وتبلُّد عواطفهم، وموت أحاسيسهم، ومن ذلك ما يلي:

١ - تحدَّث القرآن الكريم، عن قسوة قلوب بني إسرائيل، قسوةً لم توصف بها أمة من الأمم سواهم، وإنَّ واقعَ ما يحدث في فلسطين الآن، من قتل واغتيال وحرق للأخضر واليابس، وإبادة جماعيَّةٌ للمسلمين على أيدي إسرائيل، لأكثرَ من ثمانين عاماً، صورةٌ حيَّةٌ لما أخبر عنه القرآن الكريم، قال تعالى:

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:٧٤].

<<  <   >  >>