للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أشار القرآن الكريم إلى أسباب قسوة قلوب اليهود والنصارى، وهي:

أ- نقض ما أخذه الله عليهم من مواثيق، لا سيَّما ما يتعلَّق بدعوة الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

ب- تحريف الكلم عن مواضعه.

ج- نسيانُ جزءٍ كبيرٍ ممَّا شرعه الله لهم، وذَكَّرَتهم به أنبياؤهم.

د- الخيانة التي تسري في عروقهمـ وشواهد التاريخ قديماً وحديثاً، تنطق بذلك.

وكان حصادُ ذلك ما بين بعض المذاهب النَّصرانيَّة وبعضها الآخر من عداء، وما بين اليهود والنَّصارى، من خلاف عميق واتِّهامات متبادلة بين الفريقين، وإن بدا في هذا العصر اتِّفاقُهم على ما به القضاءُ على الإسلام والمسلمين، قال تعالى:

{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة:١٣ - ١٤].

٣ - ذكر القرآن الكريم، أنَّ من أسباب تَحَجُّر العواطف، وقسوة القلوب وموت المشاعر: انقطاعَ الصلة بالله، والتَّوقُّفَ عن التَّضرُّع والدُّعاء، خاصَّةً في أوقات الشَّدائد والمحن، قال تعالى:

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:٤٣ - ٤٥].

<<  <   >  >>