للقرآن الكريم خصائص يتميّز بها وينفرد عن جميع الكتب المُنزَلة على الأنبياء السابقين. ومن هذه الخصائص:
١ - القرآن لفْظُه ومعناه من عند الله، وليس لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سوى التبليغ، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.
٢ - القرآن الكريم وصَل إلى الأمّة عبر أجيالها بالتواتر. ومعنى التواتر: أنه نَقَله جمعٌ عن جمْع لا يحصى عددُهم، ولا يَتصوّر العقل تواطؤَهم على الكذب. وهذا الاستمرار والتواتر قائم إلى قيام السّاعة، ممّا يفيد اليقين والعلْم القطعي.
٣ - القرآن الكريم وصل إلينا كاملاً، لم يُنقص منه حَرف ولن تضيع منه كلمة، كذلك لم تزد عليه جملة واحدة، لأن الله تكفل بِحفْظه، قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
وقد جاء القرآن الكريم بأحكام تتعلّق بالعقائد، والعبادات، والأخلاق، والمعاملات. والفقه في الإسلام يتناول العبادات والمعاملات. وقد وردت هذه الأحكام على النحو التالي:
أ- القواعد الكلية والمبادئ العامة التي تكوّن أساساً لتفريع الأحكام، ويُترك للعقل البشري أسلوب تطبيقها مع ظروف كلّ عصر. ومن هذا القواعد العامة:
١ - الأمر بالشّورى، قال تعالى:{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}.