كَانَ البحرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي " الآية، وأشار بـ " لو " إلى أن البحارَ غير موجودة، أي لو مُدَّت البحارُ الموجودة سبعة أبحرٍ أُخرى، وذكرُ السبعة ليس للحصر بل للمبالغة، وإِنما خُصَّت بالذّكر لكثرة ما يُعدُّ بها، كالكواكب السيارة، والسموات والأرضينَ وغيرها، ولأنها عددٌ تنحصر فيه المعدودات الكثيرة، إذْ كُلُّ أحدٍ يحتاج في حاجته إلى زمانٍ ومكان، والزمانُ منحصرٌ في سبعة أيام، والمكان في سبعة أقاليم.
فإِن قلتَ: المقصود هنا التفخيمُ والتعظيمُ، فكيف أتى بجمع القلة في قوله " كلماتُ الله "؟
قلتُ: جمعُ القلَّة هنا أبلغ في المقصود، لأن جمع القلَّة إذا لم ينفد بما ذُكر من الأقلام والمداد، فكيف ينفد به جمعُ الكثرة؟!