قاله هنا وبعدُ، وليس بتكرار، لأن الأول متَّصلٌ بعبادتهم اللَّات والعُزَّى ومناة، والثاني بعبادتهم الملائكة، والظنُّ فيها مذموم بقوله " إن الظَّنَّ لا يُغْني منَ الحقِّ شيئاً " أي لا يقوم مقام العلم.
فإن قلتَ: كيف لا يقوم مقامه، مع أنه يقوم مقامه في كثيرٍ من المسائل كالقياس؟
قلتُ: المرادُ هنا: الظنُّ الحاصلُ من اتّباع الهوى، دون الظنِّ الحاصلِ من الاستدلال والنظر، بقرينة قوله " إن يَتَّبعُونَ إلَّا الظنَّ وَمَا تَهْوى الأَنْفُسُ ".