للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ش: أخذ يبيّن شروطا لبعض الموانع المتقدمة، فمن ذلك ما يشترط في الصفة، وهو أمران الأول أصالتها. بمعنى أن تكون الكلمة من أول الأمر دالة على الوصفية، ليخرج ما وُضع اسما ثم عرضت له، ولذلك صُرف (صفوان) بمعنى قاسٍ و (أرنب) بمعنى ذليل١، لأن وصفيتهما عارضة، لأنهما وضعا اسمين٢. ومثلهما في ذلك (أربع) في نحو (مررت بنسوة أربع) لأنه وضع اسما٣، فلم يُلتفت إلى ما طرأ له من الوصفية.

وإذا وضعت الكلمة من أول الأمر صفة ثم عرضت لها التسمية٤ يمتنع صرفها اعتبارا بالأصل عند الأكثرين٥.

ومن ذلك أبطح وأدهم وأرقم٦. فإنها وضعت [٩٧/ب] صفات، فلم يلتفت إلى ما طرأ لها من الاسمية. وربما اعتدّ بعضهم٧ باسميتها فصرفها.


١ تقول: مررت برجل صفوان، أي قاس، ورأيت رجلا أرنبا، أي ذليلا.
٢ فصفوان اسم للحجر الأملس، وأرنب اسم لحيوان معروف.
(أربع) وضع اسما للعدد، ينظر ما ينصرف وما لا ينصرف ص ١٢.
٤ أي الاسمية. وفي (ج) : (الوصفية) وهو خطأ.
٥ أي أكثر العرب، وقال سيبويه في الكتاب ٣/٢٠١: (لم تختلف في ذلك العرب) . وينظر المقتضب ٣/٣٤٠ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١.
٦ الأبطح في الأصل وصف لكل مكان منبطح من الوادي ثم صار اسما للأرض المتسعة والأدهم في الأصل ما فيه سواد من الخيل والإبل، يقال: فرس أدهم أي أسود، ثم سمي به القيد. والأرقم في الأصل ما فيه بياض وسواد ثم سمّيت به الحية. ينظر لسان العرب ١٢/ ٢٠٩، ٢٤٩ (دهم) و (رقم) .
٧ أي بعض العرب. ينظر شرح الكافية الشافية ٣/١٤٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>