وهم - كما يقول المقريزي - فرقتان: البلاّرية التي اتخذت مساكنها ببلاد البهنسا، و " حدوخاص " التي استوطنت مناطق الجيزة، ومن الملاحظ أن كثيراً من القرى التي نزلتها بطون لواتة في البهنسا - مثلا - قد حملت اسمها فبنو نزار " بنو مزار الآن "، وبنو علي، ومغاغة، وبنو واهلة كلها أسماء قرى أطلقت عليها أسماء بطون لواتة التي سكنتها. وفي البحيرة سكنت جماعات من لواتة في زمن الفاطميين، وكانت تؤلف حلفاً من سنبس الذين نقلهم الفاطميون إلى البحيرة، فلما جاء عصر المماليك، تفرقت سنبس ولواتة بعد أن نكل بهم المماليك أشد تنكيل في عام ٦٥١هـ، انتقاماً منهم لمؤازرتهم الشريف حصن الدين ثعلب. أما هوارة فقد كانت منازلهم في زمن الفاطميين بالبحيرة من الإسكندرية غرباً إلى العقبة الكبيرة من برقة. وظل الأمر على ذلك إلى أيام السلطان الظاهر برقوق، " تولى العرش ٧٨٤هـ١٣٨٢م " إذ أنزلهم " قبل أن يتولى السلطنة بسنتين " في منطقة الصعيد الأعلى، وأقطع إسماعيل بن مازن شيخ هوارة " وهو جد الموازن " ناحية جرجا وما حولها، وكانت عواصم الصعيد الأعلى حينئذ قوصاً وإخميما، ولم تكن جرجا مشهورة شهرة غيرها، حتى نزلت هوارة بالصعيد جهة جرجا فاشتهر أمرها وصارت جرجا فيما بعد ولاية منذ عهد محمد علي. ولم تنتقل هوارة إلى الصعيد إلا بعد انقضاء الأحداث العنيفة التي وقعت بين المماليك وعرب الصعيد، وكان آخرها ما قام به الحلف العركي من حرب اضطرت كثيراً منهم إلى الاختفاء أو الهجرة إلى بلاد السودان حتى قل عدد البدو الضاربين في أرض الصعيد وأطرافها. فلما نزحت هوارة إلى الصعيد، وسكنوا الجانب الغربي منه لم يجدوا مشقة كبيرة في السيطرة على البقاع التي استوطنوها. وعظم أمرهم، واشتد بأسهم، ولا سيما بعد هذه المرحلة التي نتحدث عنها، فانتشروا في معظم الوجه القبلي فيما بين أعمال قوص إلى غربي الأعمال البهنساوية وتشعبت لهم هناك فروع لا سبيل إلى حصرها، وصارت إمرة عربان الصعيد كلهم لأحد رؤساء هوارة، وهو عمر بن عبد العزيز الهوّاري المتوفي سنة ٧٩٩هـ١٣٩٦م يقول أبو المحاسن في