للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدين الأيوبي عنها. ثم نجد هوارة في سنة ٨١٥هـ ١٤١٢م تناصب بني الكنز العداء، وتهاجم أسوان وتخربها. وفي خلال هذه الفترة " ٨٠٠ - ٨١٥هـ " زحفت جموع هوارة إلى جنوب الوادي، ودخلت سودان وادي النيل. واستمرت بطون هوارة في نمو مطرد، حتى كان لأولاد همام " فرع من الهوارة " في القرن الثاني عشر الهجري " الثامن عشر الميلادي " شوكة عظيمة في صعيد مصر، وشمالي السودان. ولا تزال أُسر من هوارة تسكن إلى يومنا هذا في صعيد مصر، في قرى لا تزال تحمل أسماء فروع من قبائلهم، ولا سيما في أسيوط وما حولها، وفي نجع حمادي. فمن هذه القرى أولاد مؤمن " في طما "، والدناجلة " بأبي تيج "، والبلازد " والآن تسمى البلايزة " في أبي تيج، وكذلك الصوامع والغنايم، وأشحوم " مركز سوهاج " والعبابدة " مركز أسيوط " وساحل سلين " نسبة إلى سلين أو أسلين بطن من الهوارة ".

ز - نتائج هذه المرحلة ١ - كان لهذه المرحلة أثر ظاهر في تقارب الشعبتين العربيتين الرئيستين: القيسية والسبئية، وفي القضاء على أثر العصبية القديمة بينهما. فقد كان الحلف يتألف في كثير من الأحيان من عناصر قيسية وسبئية يعملون جميعاً تحت لواء واحد. فحلف ربيعة كان يضم ربيعة ومضر والسبئية، وحلف العُمري كان يضم ربيعة وجهينة، وحلف الهلاليين كان يضم بطونا من المعقل وهم سبئية. وإذا استثنينا الإشارات القليلة التي قد يعثر عليها القارئ في قصة الهلاليين مما يشعر بشيء من هذه العصبية، فليس فيما نعرفه من المصادر أثر من عصبية قيسية أو سبئية كان لها شأن في توجيه الأحداث التي سردناها في هذه المرحلة. وإذا كان قد حدث نزاع بين جماعات الحلف الواحد كما حدث في حلف العُمري، وكما حدث بين هوارة وبني الكنز، وكما حدث بين عرك وبني هلال، فليس لدينا دليل واضح، من المصادر التي بين أيدينا، يشير إلى أن هذا النزاع كان بسبب تعصب قيس على سبأ أو سبأ على قيس. ولعله كان نزاعاً كالذي يحدث عادة بين الجماعات والأفراد في مجال التنافس على المرعى والماء، أو الأخذ بالثأر، أو إحراز ثروة أو جاه أو سلطان.

٢ - انتهت أحداث هذه المرحلة كما انتهت أحداث المرحلة التي سبقتها، بتفرق البدو على جهات مصر والبلاد المجاورة.

<<  <   >  >>