سعيد بن الفقيه منصور بن علي بن عبد الله بن إسماعيل ابن أبي الخير بن مسكين. وكان في نهاية من الزهد والورع والعبادة مع الاشتغال بالقراءَة.
قال الجندي أخبرني الفقيه الخبير بأحوال الناس من أهل جيله خاصة قال كان هذا سعيد بن منصور مصاحباً لابن مصباح واتفقا على أن من كان لهُ في شيءٍ من الكتب سماع أسمهُ صاحبه وانتزم ذلك بينهما. وكان بين ألفيه سعيد وبين الفقيه عمر بن سعيد صحبة ومؤَاخاة ومعاقدة أن من مات منهما قبل صاحبه حضرهُ الآخر وتولى غسلهُ والصلاة عليه. فلما مات الفقيه سعيد في بلده دلال. وكان قد أوصى أن يرسل إلى الفقيه رسولاً يعلمهُ بموته عند أن يموت. فلما توفي بادر الوصي أرسل رسولاً إلى الفقيه عمر بن سعيد يعلمهُ بموته. فلما بلغ الرسول الطريق لقي الفقيه عمر بن سعيد مقبلاً. فلما واجه الرسول قال له مات الفقيه قال نعم.
ومن كراماته ما يروى أن زريعاً الحداد. وكان زريع من الصالحين المتورعين دخل على الفقيه سعيد بن منصور يوماً عقيب عي عرفه فقال يا سيدي رأّيت ما أَحلى الحج هذه السنة فنظره القيه نظرة بزورار ففهم زريع كراهة الفقيه لذلك فسكت مستحيياً ثم جعل الفقيه يغالط الحاضرين بكلام آخر ففهم الحاضرون المعنى فوقف حتى انصرف الحاضرون جميعاً عن مجل الفقيه. ثم قال يا سيدي سبحان الله نحن نحبكم وصحبنا كم ويحصل لكم هذا النصيب الوافر ولا تشركوننا فيه ولا في بعضه. فأراد الفقيه مدافعته بالكلام وإنكار ما أراد فلم يقبل من الفقيه ذلك الكلام وكان يأْنس بالفقيه كثيراً ثم قال لهُ سأَلتك بالله يا سيدي إلا ما أخبرتني كيف تفعلون هل هو طيران أم خطو أم ما ذلك. فقال الفقيه هو شيءُ لا يستطيع تكييفه وإنما هو قدرة من قدرة الله تعالى يختص برحمته من يشاءُ من عباده وبالله التوفيق.
وفي هذه السنة توفي الشيخ الرئيس الماجد علوان بن عبد الله بن سعيد الجحدري ثم المذحجي المعروف بالكردي لقباً وكان قيلاً من أقيال اليمن وأوحد أعيان مشايخ الزمن. وكان كريماً شجاعاً مقداماً مطعاماً مطعاناً عفيف الأزرار مجتهداً