للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يزل مقيماً في مدينة زبيد إلى أن توفي في السنة المذكورة ودفن في مقبرة باب القريب فكان له أربعة أولاد أَفقههم سليمان سكن مخلاف شرعب. وكان فقيهاً صالحاً زاهداً ورعاً تفقه في بدايته بابيه ثم بالفقيه إسماعيل بن محمد الحضرمي وأخذ عن أبي الخير بن منصور وعن السلطان علا السمكري وكان يقول شعراً حسناً ومن شعره ما قاله في الزهد وهو قوله:

سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ... ولابدَّ من زاد لكل مسافر

ولابد في الأسفار من حمل عدة ... ولاسيما أن خفت سطوة قاهر

وفي هذه السنة توفي الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول في السجن ودفن عند أبيه بعكار بوصية منه وكان فارساً شجاعاً مقداماً لا يوجد لهُ نظير في عصره وشهرته تغني عن وصفه وهو الذي بنى المسجد بعكار عند تربة أبيه شمس الدين علي بن رسول ووقف عليه وقفاً جيداً ورتب فيه إماماً ومؤّذناً ودرسةً وقيماً. وكان وقفه يقوم بكفاية الجميع منهم وإطعام من وفد إلى المسجد وهو باق إلى الآن والله أعلم.

وفي سنة ثلاث وستين قبض محمد بن الوشاح الشهابي. وفي شهر شعبان منها تسلم السلطان حصن ذمرمر سلمه أهله لما أصابهم من الجهد والمشقة فطلبوا الرفاقة والذمة ونزلوا إلى الأبواب السلطانية فأعطاهم السلطان ستة وعشرين ألفاً وتصدق عليهم بحصن قدة. وفي شهر رمضان تسلم السلطان الفص الكبير ثم تسلم براش الباقر بن محمد بن مفضل الوهبي في شهر ذي الحجة وفي هذه السنة توفي الفقيه العالم أبو يحيى عثمان بن الفقيه يحيى بن الفقيه فضل وكان فقيهاً متأَدباً بارعاً له محفوظات كثيرة وبديهة حسنة وكان حاضر الجواب نظماً ونثراً وكان شاعراً فصيحاً محسناً ومن شعره قولهُ

طوبى لمن عاش بعض يوم ... ونفسهُ فيهِ مطمئنة

<<  <  ج: ص:  >  >>