للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة اثنين وستين تسلم السلطان الحصون الحميرية. وتسلم مدع من بني وهيب وعوضهم حصن بنت أنعم ومالاً اشترطوه. فطلع الأمير علم الدين إلى مدع بعد أن دخلته العساكر المظفرية. وفيها من المقدمين الحسن بن بهرام ومحمد بن ربيع وغيرهما. وقد كان الأمير صارم الدين داود بن الإمام أقام الشريف الحسين بن محمد العطاري واستمد به رجاء منه أن يتنفس على أهل ذمرمر وعلى أهل مدع فلم يتفق له ذلك ولم يكن للإمام عوده الله من النصر والظفر فلما قبض الأمير علم الدين حصن مدع وقبض الوهبيون حصنهم والمال الذي اشترطوه. وهو ستون ألفاً سقط في أيدي الأشراف ورأوا انهم قد ضلوا. ثم وردت الأوامر الشريفة على الأمير علم الدين الشعبي بالتقدم إلى ابن أقس والزاهر وأخذهما وكان تسليمهما في ذي القعدة من السنة المذكورة. ووصل العسكر المنصور صعدة في ذي الحجة منها.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح القاضي أحمد بن ثمامة. وكان من أهل العبادة والصلاح وامتحن بقضاء الضحى ومرض مرضاً شديداً وكان يخرج أوقات الصلاة بين اثنين يستعين بهما في الخروج ليصلي مع الجماعة فصلى يوماً الظهر واضطجع بعد الصلاة فغلبتهُ عينهُ فنام حتى دخل وقت العصر فأيقظوه للصلاة فوجدوه قد مات. وكان يوم وفاته في السنة المذكورة.

وفيها أيضاً توفي الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن عبد الله بن اسعد بن إبراهيم الوزيري بلداً الأنصاري نسباً وكان فقيهاً ماهراً تفقه بابيه عبد الله ابن اسعد ودرَّس بالوزيرية بعد أبن مضمون وبه سميت الوزيرية لطول إقامته في تدريسها وإقامة ابن عمه أيضاً. ثم أراد الحج فسافر إلى مكة المشرفة في أيام السلطان نور الدين بعد أن استخلف ابن عمه أحمد ابن محمد ابن إبراهيم الوزيري المذكور أولاً. فلما قضى الحج وعاد احبَّ سكنى زبيد فسأَل من السلطان نور الدين أن يأْذن له في سكناها فأذن له في ذلك فاستوطنها وجعله مدرساً في المنصورية العليا بزبيد فاخذ عنهُ عدة من أهل زبيد منهم عمر بن عاصم وغيره. وممن أخذ عنهُ يحيى بن زكريا ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>